بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد
لله رب العالمين وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة
للعالمين خير خلق
الله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين ومن
تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أمّا بعد:
أولا:عذاب
القبر حق لاشك فيه، قال عليه الصلاة والسلام:
«عذاب
القبر حق»
[أخرجه الخطيب البغدادي وصححه
الألباني في الصحيح الجامع].ومن الآيات القرآنية الدالة على عذاب القبر قول
الله عن آل فرعون ـ قبحهم الله ـ{النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً
وَعَشِيّاً وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ
أَشَدَّ الْعَذَابِ}[سورة غافر: 46].
ثانيا:أسباب
عذاب القبر كثيرة ومنها المعاصي التالية:
1-النوم
عن الصلاة المكتوبة وهجر القرآن الكريم:
عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال: «أما الرجل الأول الذي أتيت عليه يثلغ رأسه
بالحجر، فإنّه يأخذ القرآن فيرفضه، وينام عن الصلاة المكتوبة».
2-أكل
الربا:
والدليل قوله صلى الله عليه وسلم:
«وأما الرجل الذي أتيت عليه يسبح في النهر (الذي من الدم) ويلقم الحجارة،
فإنّه آكل الربا».
3-فعل
فاحشة الزنا:
والدليل قوله صلى الله عليه
وسلم: «وأمّا الرجال والنساء العراة الذين في مثل بناء التنور، فإنّهم
الزناة والزواني».
4-الغلول من
الغنيمة:
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما
كان يوم خيبر: أقبل نفر من صحابه النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: فلان
شهيد. فلان شهيد. حتى مروا على رجل فقالوا: فلان شهيد. فقال رسول الله صلى
الله عليه وسلم :«كلا إنّي رأيته في النار في بردة غلها أو عباءة».وفي موضع
آخر«إنّ الشملة، لتلتهب عليه نارا، أخذها من الغنائم يوم خيبر، لم تصبها
المقاسم»والحديثان في (صحيح مسلم).
لم تصبها
المقاسم: أي قبل تقسيم الغنائم.
5-النميمة:
عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما مر النبي
صلى الله عليه وسلم بحائط من حيطان المدينة، أو مكة، فسمع صوت إنسانين
يعذبان في قبورهما، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:« يعذبان وما يعذبان في
كبير............ وكان الآخر يمشي بالنميمة» [أخرجه البخاري ومسلم].
6-الغيبة:
والدليل قوله صلى الله عليه وسلم: «إنّهما لا
يعذبان في كبير؛ وبلى، أما أحدهما فكان يغتاب الناس» [صححه الألباني في
صحيح الأدب المفرد وصحيح الترغيب والترهيب].
7-الكذب:
والدليل قوله صلى الله عليه وسلم: «وأما
الرجل الذي أتيت عليه، يشرشر شدقه إلى قفاه، ومنخره إلى قفاه، وعينه إلى
قفاه، فإنّه الرجل يغدو من بيته، فيكذب الكذبة تبلغ الآفاق».