جذاب عضو جديد
الجنس : تاريخ التسجيل : 19/10/2010 عدد المشاركات : 10
| موضوع: أمراض لا يراها الناس الثلاثاء أكتوبر 19, 2010 12:57 pm | |
| أمراض لا يراها الناس أمراض لا يراها الناس
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
يا امة الاسلام
ان من اكبر النعم ان يعيش المرء سليما في بدنه معافا في صحته ، وان يحيا في سلامة من الامراض التي انتشرت في هذا الزمن . والانسان بطبيعته لا يحب ان يعلم الناس بمرضه ، ويحاول اخفاء كل علامة تدل على انه مريض.
ولكني تأملت في احوال بعض الناس ، فعلمت انهم قد اصيبوا بامراض ولكن الناس لا يرونها ، ولا تظهر للطبيب في المستشفيات ، ولا يستطيع الصيدلي ان يصف لك علاجها.
انها امراض خفية ، لا تظهر على الوجه ، ولا على الجلد ، ولا تسبب الصداع او السرطان. انها امراض سكنت في قلوب بعض الرجال والنساء ، واستقرت ، وبدأت تتغلل في الجسد. لعلك تتسائل وتقول : وما هي هذه الامراض ؟ اريد معرفتها ؟ وما هي حقيقتها؟ معاشر المسلمين : ان البغضاء والحقد والكراهية جروح في القلب ، وعيوب في نفس المؤمن... قال زيد بن اسلم : دخلنا على ابي دجانة وهو مريض ، ووجهه يتهلل فقيل له : ما لوجهك يتهلل ؟ فقال : مامن عمل اوثق عندي من اثنتين : كنت لا اتكلم فيما لا يعنيني ، وكان قلبي للمسلمين سليما.ً نعم والله لا يحمل الحقد من تعلو به الرتب ولاينال العلا من طبعه الغضب فوصيتي اليك طهر قلبك بماء السلامة ، والبس ثياب الحب ، واركب قافلة العفو ، لتصل الى دار السلام.
ومن امراض القلوب "البغضاء"
ان البغضاء داء مهلك ، وسرطان القلوب ، وصاحبه يتقلب في اودية الهموم. لا يعرف للنوم طعما ، ولا للحياة معنى ، حياته مليئة بالكراهية للاخرين ، فالموت اجمل له من الحياة. انه يحمل في قلبه اثقالا من البغضاء لعباد الله ، فهو يكره الصالحين ويكره من يلتزم بالدين ، ولا يحب رؤيتهم. ولعله يبغض بعضا من شعائر الدين ، فهو يبغض الحجاب الشرعي ويتمنى لو ان له سلطة ان يزيله من الوجود. ويكره ويبغض بعض العلماء او الدعاة الصادقين فيا عجبا له . انه يبغض من يتفوق عليه في الدنيا ، ويكره النعم التي تنزل بغيره ويتحسر على اي خير يناله فلان. والله انه يعذب نفسه ولكنة لا يشعر بهذا العذاب ... ومنها مرض الكبر
انه مرض ينتشر عندما يغفل الانسان عن معرفته بنفسه الضعيفة ويرى انه فوق الناس ، وانه افضل منهم. ان الكبر من صفات الرب تبارك وتعالى ومن اسماءه تبارك وتعالى( "المتكبر") والانسان عندما يتخلق بهذا الخلق فقد تعرض للوعيد الشديد ، ففي صحيح البخاري ( لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر ) وقال الحكماء : ان المتكبر كانه على جبل يرى الناس صغار ، وينسى انهم ايضا يرونه صغيرا. ما اسوأ حالته وحياته ، كيف لا والناس يكرهونه ويبغضونه فكيف يجد للحياة معنى ؟ والذي يجالسه هو اول من يكرهه .
امة الاسلام : ان هناك من يتكبر على دينه وشريعة ربه فهو يتكبر على ان يسجد لله او يؤدي واجباً وجبة الله عليه. وقد يتكبر على الحقوق فيرفض النصيحة ويستمر على الباطل الذي يهواه فهو كما قال تعالى : " واذا تتلى عليه آياتنا ولى مستكبرا كأن لم يسمعها كأن في أذنيه وقرا فبشره بعذاب أليم " – ( سورة لقمان :7)
لقد نصحه الناصحون ولكنه لا يستجيب استكبارا (يسمع آيات الله تتلى عليه ثم يصر مستكبرا كأن لم يسمعها" انها صفة المنافقين كما قال تعالى : " لووا رؤوسهم ورأيتهم يصدون وهم مستكبرون " – (سورة المنافقون) يامن تكبر في ملبسه او مركبه او منصبه اتمنى ان تنصت الى هذه الادلة لعلها توقظك من هذا الداء العجيب:
ـ "لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر" - رواه البخاري . ـ " الا اخبركم باهل النار ؟ كل عتل جواظ مستكبر" - رواه مسلم . ـ " بينما رجل يمشي في حلة تعجبه نفسه مرجل جمته ، اذا خسف الله به ، فهو يتجلجل الى يوم القيامة " - رواه البخاري .
فيا ايها المتكبر ارفق بنفسك قليلا
وهذا الشاعر يتعجب ويقول :
عجبت من معجب بصورته وكان بالامس نطفة مذرة وفي غد بعد حسن صورته يصير في اللحد جيفة قذرة وهو على تيهه ونـخوته مابين ثوبيه يحمل العذرة
فرسالتي اليك :
كن متوضعا لربك وللناس ، وامش على طرقة الحبيب صلى الله علية وسلم الذي كان سيد المتواضعين ، وكن على يقين ان تواضعك هو طريق الى العزة والرفعة عند الله وعند الناس ، فقد ثبت في الحديث " وما تواضع احد لله الا رفعه الله " - رواه مسلم . يا اخانا : اعرف قدر نفسك ، فانت لاشيء لولا فضل الله عليك ، (وكان فضل الله عليك عظيما).
ومنها : مرض الحسد :
الذي لا يسلم منه احد ، كما قيل : ماخلا جسد من حسد . لقد تعجبت من الحاسد ، لا يفرح لنعمة تنزل عليك ، ولا يحب ان يراك مسرورا ، واسعد لحظاته عندما تصاب بمصيبة او تفقد تلك النعمة . دخل علينا الحسد في مدارسنا ، فهذا طالب يحسد صاحبه لانه متفوق علية في دراسته. ودخل الحسد علينا في وظائفنا ، فهذا الموظف يحسد صديقه لانه على مرتبة احسن منه. ودخل الحسد حتى بين الصالحين والدعاة والعلماء حتى اغرى الشيطان بينهم وادخلهم في متاهات عظيمة. عن الزبير بن العوام رضي الله عنه قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "دب اليكم داء الامم الحسد والبغضاء هي الحالقة ، لا تحلق الشعر ، ولكن تحلق الدين " - رواه الترمذي وهو حديث حسن. ودخل الحسد بين اصحاب الاموال فتحاسدوا وتباغضوا ، ودخل الحسد بين النساء ، فهذه تحسد جارتها لان زوجها يحبها او لانهم يتفوقون عليهم ماديا .. ولعلها تحسدها لانها اجمل منها او احسن منها في عمل المنزل، ونحو ذلك. فعجبا من الحسد وعجبا لاهله ان الحسد نار في قلب الحاسد ، لا تنطفئ الا بزوال النعمة عن المحسود ، والحاسد عدو للنعم التي يمنحه الله لمن يشاء من عبادة. قالوا: يكفيك من الحاسد انه يغتم وقت سرورك . وقيل الحسد جرح لا يبرأ. ما رأيت ظالما اشبه بمظلوم من الحسود ، هم لازم ، وقلب هائم. اني لارحم حاسدي من حر ما ضمت صدورهم من الاوغاد نظروا صنيع الله بي فعيونهم في جنة وقلوبهم في النار عباد الله ان الحسد داء قاتل ، ومرض خبيث ، يفسد العلاقات ، ويوقع العداوات ، ان الحسد آفة موجودة بيننا ... وللاسف فاننا نرى اثارها وصورها.
والحسد له اسباب فمنها :
1ـ بغض المحسود والكراهية له. 2ـ ضعف الايمان وقلة التقوى لدى الحاسد. 3ـ عدم الرضا بقضاء الله وقدره ، لان الله هو الذي يعطي من يشاء ويمنع من يشاء " أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله.." ....... وهذه رسائل الى المحسود:
اليك هذه الوسائل التي تدفع شر الحاسد عنك باذن الله تعالى: 1ـ تقوى الله ، فمن حفظ الله حفظه الله. 2ـ الاستعاذة بالله من شره ، كما قال تعالى " ومن شر حاسد اذا حسد". 3ـ التوكل على الله وعدم الالتفات الى كيد الحاسد. 4ـ الصدق والاحسان الى الناس ، فان لذلك تأثير عجيبا في دفع شر الحاسد. 5ـ الاحسان الى الحاسد ومقابلته بالحسنى " فاذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم " 6ـ فرغ قلبك من التفكير فيه ، ولا تبال به.
فيا عباد الله
طهروا قلوبكم وسريرتكم من نار الحسد ، وكونوا راضين بما قسمه الله لكم وكونوا محبين لغيركم ، تفرحوا لاخوتكم عندما تنزل عليهم نعمة وتحزنوا لهم عندما تحل بهم مصيبة . انها القلوب النقية التقية ، قلوب بيضاء ، تحب الخير للجميع ، قلوب سليمة ستنجو يوم القيامة " يوم لا ينفع مال ولابنون الا من اتى الله بقلب سليم "
| |
|